جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة فرسان الشعر الثقافية by للتواصل مع رئيس التحرير // Tarek85@list.ru //

** أغنيةٌ على وقعِ المطر ْ**

من مُعْـصِراتِ الغيـبِ حـانَ قِطـافـُهُ
جيـشُ اللآلئ فـوقَ نـافـذتي انحـدرْ

من بعـدِ غـيبتـِهِ الطـويـلـةِ ينحـنـي
نحـوَ القلـوبِ ووقعُهُ يُشـجي الوتَـرْ

ويذوبُ سـحـرًا في أديـمِ قلـوبـِنــا
ويطـوفُ في الأجواءِ يحضنُهُ الشجـرْ

متـأرجـحًـا فـوقَ الغصـونِ مداعـبـًـا
صـمْتَ البلابلِ حينَ يُنـهِكُهـا السّـهـرْ

مُتـسـاقـطـًـا كـالـدّرِّ مـن عليـائـِـهِ
وكـأنَّــهُ المـولـودُ منْ رحـِـمِ القـَدَرْ

قـرعَ الـقـلـوبَ تَفَـتّـحـَتْ أبوابـُهــا
فَصـَحَـتْ جـذورٌ من تلابـيـبِ المـَدَرْ

وتـألــّـقَ الـطّـيـْفُ الـذي ألـوانـُـهُ
تُهـدي النجومَ شـعـاعَ حُلْـمٍ مُنْتظَـرْ

فتـلا حروفًـا قَطْرُهـا يَروي الظّمــا
يــا روعـةَ الحرفِ الشجِيّ إذا خَطَرْ

يـروي اللـيـالي الحـالكـاتِ بطهـرِهِ
ويســوقُ وحـيًـا مـن ذبـالاتِ العِبـَرْ

قـدْ كـَحّـلَ الـعـيـنـيـنِ من أنّاتـِـنــا
فَـهـَمـَتْ دمـوعٌ أطفـأتْ وَهَجَ القَمَـرْ

وجَـرتْ طيـوفُ سـيـولِهِ فوقَ الثّرى
تـمـحـو رعـافـًـا غاسِلاً دَرَنَ الخـطََرْ

تَبـْكـي غـُيـومُ شـتـاتِـنــا بترابِـنــا
فيثورُ من جوفِ الصّخورِ لَظَى سـَقَرْ

وتُزيـلُ سُـحْبَ الحـبِّ ريـحٌ صرصـرٌ
هـل في الإزالـةِ عـبـرةٌ لمنِ اعتبـرْ

أسمـالُ هذا العيـدِ قـد سـَكـِرتْ بنا
يـا طَيـْفُ يـا من للنوافـذِ قـد نَقـَـرْ

قـد زيّنـُوا للعـيـدِ من أشـجـارِهــمْ
وأنـا سكيـبُ الجَفْـنِ والدّمـعُ انهمـرَ

ألـَمٌ يصيـحُ بمـهـجـتـي يــا أمّـتـي
والشـؤمُ بركـانٌ بأرجــائي انْفَـجَــرْ

في كـلِّ عـيدٍ تُسـتـبـاحُ خِـرافـُنـــا
ومنَ الضّـحــايــا كبـشُ عـزٍّ يُحْتضَرْ

مـنْ نـَحْـرِهِ ســالـتْ دمــاءُ مَـذلـّـةٍ
يُـرْوى بـها عــارٌ جـديــدٌ مُبْـتـَكَــرْ

وجـزيـرتي بـاتـتْ مسـارحَ للـدُّمـى
يلهـو بـِطـُهـر عَفـافِـهَـا نَجَسُ البَشَرْ

أبحـرتُ في لُجَـجِ القـصيـدِ مُسـافِـرًا
والـحـرفُ خلفي لاهـثٌ ينعى السّفـَرْ

فـإلامَ يـبـقـى نَـوْرسـي مُـتـَشَـرّدًا
وبشـاطئي الغربـانُ يُشجيهـا السّمـَرْ

ودروبُ عـودتـيَ الـّتـي عَـبـّدتـُهـــا
بالشـوكِ مـلآى والحـرائـقِ والحُفـَـرْ

غـرسـوا بـهــا آهــاتِ عـِزٍّ بـائــِسٍ
مـا عــادَ زهـرٌ فيـهِ يمنحُـنــا الثّمـَرْ

وخـيـولُنـا لا ضبـْحَ نسـمـعُــهُ لـهَــا
كـلاّ ولا قـدْحـًـا يـطـارحُـهُ الـحـَجـَرْ

مـا زلـتُ أسـري في ظـَلامِ قَـصيدتي
إنْ غـابَ حـرفي ذاكَ طيفي قـَدْ حضرْ

نسـَجتْ طيـوفـي من حـروفـي ملجَـأً
سـكـنـًــا أراهُ وفــيـــهِ آرابٌ أخــَـرْ

يـا أيـُّهــَا السّـاري بأطـرافِ الـدُّجـَى
كم يَشْتـهـي ليـلُ الأسى قُبـَلَ السّحَرْ

وسِـتـارُ نـافـذتي الذي عـبـثـُـوا بــِهِ
سـيـثـورُ يـومـًا إن تـعـانـقَ والمَطـَرْ

#ريميّات #ظلُّ_مطر
25/12/2017 الاثنين

0 Comments:

إرسال تعليق



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية