قصيدة بعنوان /عتاب عينيك /للشاعر السوري موسى سويدان
....
عتابُ عينيكِ يا أسماءُ يكفيني
ردّي الدّموعَ عن الكُحلِ الفلسطينيْ
منذُ افترقنا وصمتُ الليلِ يقلقُني
والهجرُ يقتُلُ
والتذكارُ يُحييني
تصنّعي الصَّبرَ أو لا ..
إنّهُ قَدَرٌ يقضي بما شاءَ سلطانُ السلاطينِ
أظنّ أنّكِ قد أرسلتِ لي كُتُباً لكنّ دمعَكِ أودى بالعناوينِ !
قولي - ولو كَذِباً - : أشتاقُ ملءَ دمي
وعالجي قسوةَ الأيّامِ باللّينِ
أذلّني الحبُّ ،
قولي : ( قد تعبتُ أنا )
لأستريحَ بقولي : ( ليس يعنيني ) !
بيني وبينَكِ نارٌ كِدْتُ أعبرُها
لولا حواجِزُ أشباهِ الشّياطينِ
إلى متى يحبسُ الخِذلانُ
أوردتي
ويطحنُ البينُ عظمي بالهواوينِ
إلى متى طَرفُكِ القتّالُ يأسرني
ويعصِرُ الصّبرَ سُمَّاً في شراييني
ألاعِبُ الشِّعرَ في خدّيكِ منكَسِراً
لُعبَ الصبيّ
بأشفارِ السكاكينِ
سَلِـيْ الأنامَ جميعاً كيفَ بي انفجَرَتْ
مواهِبُ الشِّعرِ في كلّ الميادينِ
لولا سكوتُكُ أن طالت مخالبُهُ ما قلتُ قولاً مع الأيام يؤذيني
قاسٍ هواكِ ..
وأقسى منهُ لذَّتُهُ !
قساوةَ الطاعة العمياءِ بالدّينِ
فعاندي ما استطعتِ البينَ
واحتملي مرارةَ العيشِ وَهماً في دواويني
كلُّ القصائِدِ من عينيكِ منبَعُها
تنوحُ بي كلّ ليلٍ كالحساسينِ
أصغي لها إنّ فيها دولةً عَظُمَتْ من الجراحِ
وأنّاتِ المساكينِ
فيها جيوشٌ من الدّمعِ الغزيرِ همَتْ
كفيلةٌ باجْتياحِ الهندِ والصّينِ
فلتجمعيها
ليومٍ أبيضٍ شهدَتْ
قدومَهُ أغصُنُ الزيتونِ والتّينِ
غدًا تدورُ بنا الدّنيا
فننثرُها
نثرَ اللآلي على نسماتِ تشرينِ
ونستردُّ ابتساماتٍ
نــردُّ بـهــا
تحيّةَ الدّهـر في مدّ الأفانينِ
موسى سويدان ..11/10/2017
التسميات: فصحى
0 Comments:
رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية
إرسال تعليق