جميع الحقوق محفوظة لدى مجلة فرسان الشعر الثقافية by للتواصل مع رئيس التحرير // Tarek85@list.ru //

العروض في اللغة 
العروض هو الطريق في عرض الجبل أو العمود الذي يقوم عليه بيـت الشعـر وتطلق الكلمة على مكة الـمكرمة لاعتراضها وسط البلاد وعلى الناقة التي لم تروض( )

العروض في المصطلح
هو العلم الذي يعرف به صحيح أوزان الشعر من فاسـدها وما يعتريها من تغيير، زحافات أو علل( ) ، ذكر الخليل الفراهيدي العروض فقال: العروض سمي عروضا ؛ لأن الشعر يعرض عليـه( ) ، وبهذا تظهر العلاقة بين معاني العروض في اللغة والمصطلح ، ولعل أقربها إلى القبول ، كون العروض عارضة بيت الشعر أو عماده ، ذلك أن أغلب أسماء مفردات القصيد ، يرتبط ارتباطا وثيقا بالبيئة ولاسيما بيئة الصحراء كالعمود والبيت والصدر والسبب والوتد والطي وسواها مما أستعير من بيت الشعر 

فالعروض إذن هو المقياس الفني الذي يعرض عليه البيت الشعري للتأكد من صحة وزنه أو عدمه ، وما قد يعتريه من تغيير .
واضع علم العروض
يعد الخليل بن احمد الفراهيدي ( ت 175 هـ) مبتكر علم العروض وذلك أنه لما رأى ما اجترأ عليه الشعراء المحدثون – في عهده - من الجري على أوزان لم تعرف ولم تسمع عن العرب من قبل ، هاله ذلك ، فاعتزل الناس في خص من أخصاص البصرة ، يقضي الساعات الطوال والأيام ، يقرأ المئات من قصائد العرب ويوقع بأصابعه ويحركها وينعم ، حتى حصر أوزان الشعر العربي وضبط أحوال قوافيــه .

الإيقاع
الإيقاع تلاؤم نغمي يقع بين الألفاظ أو وحدات البيت أو القصيدة ، أو هو حركة الأصوات الداخلية والتلوين الصوتي الصادر عنها( ) ، ولقد وجد كثير من الباحثين والأدباء القدماء أن التناغم الذي يحدث بين الألفاظ إيقاع يطرب الفهم لصوابه وما يرد عليه من حسن تركيبه واعتدال أجزائه( ).
    إن الإيقاع في الشعر يماثل اللحن في الموسيقى ؛ لان الأوزان قواعد الألحان والأشعار معايير الأوتار ، فالإيقاع مصطلح يشمل الأوزان والقوافي وما يشيعانه من تناغم الموسيقي بين أجزاء البيت أو القصيدة .

إن الوزن الذي تسير عليه القصيدة يوفر لها ايقاعاً منتظماً ونغماً مسلسلاً ومقاطع منسجمة تثير الانتباه وتبعث على متابعة هذهِ الانغام المتآلفة، وليس من شك أن القافية لها اثرها في ظهور الايقاع وفي تثبيت النغم المنبعث من الوزن ، فهي ترديد لوحدات صوتية متشابهة تستريح عندها النفس ، وهي اهم مقومات موسيقى الشعر بعد وزنه " ولقد تنبه القدماء إلى الاثر الموسيقى الذي تحدثه القافية والى ضرورة ارتباط موسيقاها بدلالة القصيدة معنى ومبنى . ارتباط موسيقى الشعر الملحن بمعناه والغرض الذي نظم فيه "( ) . ولقد رأى بعض المهتمين  بموسيقى الشعر أن الإيقاع يفسر جزءاً كبيراً من التأثيرات العاطفية للموسيقى بحيث نجد أن الشاعر مهما كان حاذقا بارعاً في اختيار كلماته للتعبير عن مشاعره او ذكرياته ، فإن كلماته لن تسري بلحنها إلى قلب المتلقي لتصبح جزءاً منه ما لـم يكن لتلك الكلمـات المنتـقاة استهواء ، فالإيقاع الموسيقي ترديد لانغام كامنة في الطبيعة وسر الفنون ، ذلك انه يمثل حركات القلب والرئتين واضطراب العواطف ، فهو ينبع من القلب ويتجه الى القلب ، والإنسان يميل إلى الإيقاع الذي يساير حركاته الانفعالية واحاسيسه ومشاعره ، وقد ينشأ الإيقاع من توالي الموضوعات على نسق معين أو بحركة نفسية معينة يصبح بموجبها عنصراً معبراً عن التوتر والهدوء أو الحركة والسكون، أي أنه وسيلة من وسائل التعبير عن لغة الإنفعال والسكينة،وعلى هذا فهو ضرورة تستند عليه الموسيقى الخفية في الشعر ، فضلاً عما يحدثه من جرس في الألفاظ وتناغم في العبارات( ) . والإيقاع على قسمين : خارجي وداخلي .

      
مصطلحات في الشعر وعلم العروض
ليس علم العروض من العلوم السهلة المتناول ، فقد كان وما يزال يعسر على كثيرين هضمه لامور كثيرة اهمها التشابه والتداخل في كثير من تفعيلاته ، وكثرة مصطلحاته وغرابة بعض هذه المصطلحات ولقد أرجأت التعريف ببعض المصطلحات التي تخص التغيرات في بناء التفعيلات مما يسمى زحافات وعللا الى حين ورودها في اثناء دراسة البحور وجعلت لجميعها جداول يرجع اليها الدارس في مؤخرة الكتاب وحاولت التخفف من بعض ما اثقل كاهل هذا العلم وجعل عملية هضمه صعبة على كثيرين من طلبته ، وتجنبت ذكر ما ليس لذكره شأن في هذه الدراسة وسميت بعض الزحافات المزدوجة بأسماء نحتها في أول حرف من الزحاف الاول في التفعيلة وأول حرف من الزحاف الثاني ، كالخبن والطي اللذين أخذا مصطلح  (الخط) وذلك لسهولة معرفة أصل هذا الزحاف وهو عند العروضيين يسمى ( الخبل ) ، وقد أبقيت عليه ضمن المصطلحات التي عرفت بها.
وفيما يأتي أهم مصطلحات الشعر والعروض :
1. البحر : بحر الشعر وزنه وسمي بحراً ؛ لأنه ينظم عليه أو يجري الشاعر على مثاله ، ما لا يتناهى من الشعر ، وبحور الشعر ستة عشر بحراً ، وهي نوعان :
أ ـ الأوزان البسيطة أو البحور البسيطة ، وتسمى الصافية أو المفردة ، والبحر الصافي ما تكون من جزء يتكرر أربع مرات كالهزج ، أو ست مرات كالكامل ، أو ثماني مرات كالمتدارك .
ب ـ الأوزان المركبة ، أو البحور المركبة ، وهي ما تكون البحر فيها من صورتين أو أكثر من التفعيلات كالطويل والبسيط والخفيف .
2. القصيدة : قطعة من الشعر لا تقل عن سبعة أبيات موسيقية الجرس منتهية بقافية ، وتمثل جهدا فنيا  ، يتولد عنه إحساس جمالي لدى المتلقي.
3. القطعة : عدة أبيات من الشعر لا تتجاوز الستة ولا تقل عن ثلاثة.
4. النتفة : بيتان لا ثالث لهما .
5.  البيت : سطر واحد من الشعر يتألف من مصراعين ، صدر وعجز .
6. البيت اليتيم : بيت واحد لا ثاني له .
7. البيت التام : هو البيت الذي استوفى أجزاءه ويطلق عليه بعض العروضيين مصطلح الوافي .
8. البيت المجزوء : هو البيت الذي حذف منه عروضه وضربه .
9. البيت المشطور : البيت الذي حذف شطره وبقي شطره الآخر بوصفه بيتاً .
10. البيت المنهوك : هو البيت الذي حذف ثلثاه وبقي ثلثه بوصفه بيتاً ، ولا يكون إلا في البحر ذي التفعيلات الست ، وربما يشطر المنهوك فيكون موحداً .
11. البيت المدور : هو البيت الذي اشترك  شطراه في كلمة واحدة بعضها في الصدر وبعضها الثاني في العجز ، ويسمى المدرج ايضاً ، مثاله :

ما بكائي بمدركي غاية النفـ
ـسِ ولكنْ يثير حسَّ القلوبِ


12. البيت المقفى : هو البيت الذي تساوى فيه الصدر والعجز وزناً وقافية ، أو طابقت عروضه ضربه في الروي .
13. البيت المصمت : هو البيت الذي خالفت عروضه ضربه في الروي .

أجزاء البيت :
الصدر : الشطر الأول في البيت .
العجز : الشطر الثاني في البيت .
المصراع : أحد شطري البيت .
العروض :  الجزء الأخير أو التفعيلة الأخيرة من الصدر وجمعها أعاريض (  مؤنثة )
الضرب : التفعيلة الأخيرة من العجز وجمعها أضرب ( مذكره)
الحشو : أجزاء البيت ( تفعيلاته ) سوى العروض والضرب .
القافية : جعل  الخليل حدودها من آخر ساكن في البيت إلى أول ساكن يليه مع الحرف المتحرك الذي قبل هذا الساكن ، ولها تعريفات ستأتي عند دراسة القافية .
الروي : هو الحرف الذي تبنى عليه القصيدة وتنسب إليه كالتاء في قوله:

بذكرك سيد السادات
تهب نسائم عطرات

أجزاء التفعيلة ( مقاطعها ) :
1.السبب : حرفان ، ويقسم الى قسمين :
أ. سبب خفيف : هوما تكون من حرفين ، أولهما متحرك والثاني ساكن ، نحو : كم ، سل ، قد ، من ( - o )    
ب. سبب ثقيل : هو ما تكون من حرفين متحركين ، نحو : بِمَ ، معَ ، .. ( -  - ) .
2. الوتد : ثلاثة أحرف ، ويقسم إلى قسمين :
أ. وتد مجموع : مقطع من ثلاثة أحرف ( متحركان وساكن ) ، نحو : على ، رمى ، هوىً  (-  -  o)
ب. وتد مفروق : مقطع من ثلاثة أحرف ( متحركان بينهما ساكن ) نحو : قال ، عنك ، منه (- o - ) .
3. الفاصلة : هي قسمان :
أ. الفاصلة الصغرى : مقطع من أربعة حروف ( ثلاثة متحركات يليها  ساكن ) ، نحو : دَرَسَت ، علَمٌ (- - - o )
ب. الفاصلة الكبرى : مقطع من خمسة حروف ( أربعة متحركات يليها ساكن ) ، نحو : سألَنا ،كلمةٌ (- - - - o).
وقد جمعت هذه الأجزاء : (السببان والوتدان والفاصلتان) في الكلمة الآتية:

(  لم  ارَ على  ظهرِ  جبـل  سمـكة  )
(  /0 //  //0  /0/   ///0    ////0   )

ومن هذه الأجزاء تتكون الوحدات التي يقوم عليها الشعر العربي ، وهـي وحدات إيقاعية يقاس عليها الشعر بجميع أوزانه ، وهي ثماني وحدات جمعت الحروف التي تتكون منها في الكلمة : ( لمعت سيوفنا ) .

الوحدات أو التفعيلات :
1. فعولن : تتألف من وتد مجموع ( فعو ) + سبب خفيف (لن).
2. مفاعيلن : تتألف من وتد مجموع ( مفا ) + سببان خفيفان
( عي ) ، ( لن ) .
3. مفاعلتن : تتألف من وتد مجموع ( مفا ) + سبب ثقيل
( عَلَ ) + سبب خفيف ( تن ) .    
4. فاعلاتن : تتألف من سبب خفيف ( فا ) + وتد مجموع
( عِلا ) + سبب خفيف ( تن ) .
5. فاعلن : تتألف من سبب خفيف ( فا ) + وتد مجموع
( علن ) .
6. مَتَفَاعلن : تتألف من سبب ثقيل ( متَ ) + سبب خفيف
( فا ) + وتد مجموع ( علن ) .
7. مستفعلن : تتألف من سبب خفيف ( مس ) + سبب خفيف
( تف ) + وتد مجموع ( علن ) .
8. مفعولاتُ : تتألف من سبب خفيف ( مف ) + سبب خفيف
( عو ) + وتد مفروق ( لاتُ ) .
إن هذه الوحدات ( الأجزاء أو التفعيلات ) لا تكون دائماً على صورها تلك في بناء البيت الشعري ؛ لأنها قد تعتورها
( تغييرات ) زحافات أو علل ، كأن يسكن متحرك فيها أو يحذف حرف أو يزاد حرف أو سوى ذلك ، وذلك ما ستراه في الدراسة .

2 Comments:

  1. Unknown said...
    اريد تحميل هذا الكتاب ، أين أجده ؟
  2. Unknown said...
    اريد تحميل الكتاب اين اجده؟

إرسال تعليق



رسالة أحدث رسالة أقدم الصفحة الرئيسية